بين قضايا العنف الأسري والزوجي والقتل إلى زيادة معدلات السرقة والتحرش، تكشف الدراسات الحديثة أن هناك ارتفاعًا شديدًا في معدل الجرائم في مصر وقد امتلأت المحاكم بالكثير من الجناة والمجني عليهم بانتظار تحقيق العدالة.

ومع زيادة الكثير من جرائم القتل البشعة وانتشار الفساد في المجتمع لابد أن نفكر معًا ما هي أسباب هذه الزيادة؟ وكيف يمكن العمل على حلها لتفادى العقوبات ؟

أسباب زيادة معدل الجرائم

في البداية وقبل أن نتوجه إلى الحل، ربما علينا أن نناقش أولاً بعض المشكلات التي أدت إلى انتشار مثل هذه الجرائم داخل المجتمع المصري، كتأثر الشرائح الفقيرة بشكل حاد من التغيرات الاقتصادية العالمية التي حدثت مؤخرًا وتأذت بها الدول النامية والتي أدت إلى زيادة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية. وكذلك والتأثيرات الناجمة عن الأعمال الفنية من الأفلام والمسلسلات، وانعكاسها على المواطنين في المجتمع.

إن العامل الاقتصادي من العوامل ذات الأهمية التي قد تدفع الأفراد خاصة في الطبقات الفقيرة إلى ارتكاب الجريمة، ولكنه مع ذلك ليس سببًا وحيدًا، ولا يمكن الاعتماد عليه في تفسير السلوك الإجرامي – الذي عادة ما يحتاج استعدادًا اجراميًا لدى الأفراد – وإنما هو يلعب دورًا ويـساهم في الدور الذي تلعبه العوامل البيئية والشخصية الأخرى. 

وبالنسبة إلى ارتفاع معدل الأمية، فهي أحد العوامل المساهمة في تصاعد ظاهرة السلوك الإجرامي، حيث يشير خبراء علم النفس دائمًا إلى أن التعليم يترتب عليه انخفاض في معدل الظاهرة الإجرامية وأن الأمية على عكس التعليم هي محرك أساسي من محركات الإجرام.

وربنا تؤثر الفوارق الاجتماعية بين المواطنين أيضًا على زيادة معدلات الجريمة التي ترتبط بشكل كبير بالظروف الاقتصادية والضغوط التي يتعرض لها الأفراد على المستوى المادي والاجتماعي.

كما أن العنف في الدراما من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدلات ارتكاب الجرائم. ولا يمكن إنكار دور الخلافات الأسرية كذلك بالجرائم، حيث قد تؤدي مشكلات مثل الطلاق والميراث إلى انهيار الأسرة وتشتتها وتبلور السلوك الإجرامي.

مسارات القضاء على الجرائم  

في النهاية لابد من وجود حل لتطهير المجتمع المصري من السلوكيات الإجرامية التي تلوث صورته التي ظلت لسنوات نقية ومشرفة، منها ضرورة تصحيح المفاهيم الدينية بين المواطنين ونشر روح السماحة والرحمة وقبول الآخرين. هذا بالإضافة إلى ضرورة عمل الحكومات على تحسين الظروف الاقتصادية المتأثرة نتيجة الظروف العالمية. ويمكن أيضًا أن يساعد تأهيل المقبلين على الزواج إلى الحد من مستوى الجريمة حينما يصبحوا آباءً أفضل قادرين على تنشئة جيل سوي وواعي. 

ومع كل ذلك لابد من تفعيل دور الرقابة على الإعلام والدراما والسينما وشن قوانين صارمة بشأن ما يعرض على الجمهور المصري، بل والبحث عن المثل العليا وتسليط الضوء عليها، ليساعد ذلك على نشر الخير والحب والسلام  في المجتمع .